في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد، تلقف اللبنانيون أمس إعلان قطر عن مبادرة مالية في شراء سندات الخزينة اللبنانية بقيمة 500 مليون دولار، بإيجابية مطلقة، وممّا تشكّله من جرعة انعاش بارزة للاستقرار المالي الذي يحرص عليه لبنان.
وقد كشفت مصادر اقتصادية مواكبة لـ صحيفة "النهار" أن التوجه هو نحو اعتماد اصدار خاص تكتتب فيه قطر خارج السندات القائمة.
وأوضحت أن التواصل بدأ مع المصرف المركزي من أجل تحديد آليات الاصدار وآجاله ومعدل الفائدة، علما أن التوجه هو إلى أن تكون الفائدة إما صفر وإما منخفضة جدا وليس بأسعار السوق من أجل أن يؤتي الاصدار هدفه بدعم المالية العامة للدولة.
وبهذا، يمكن لبنان أن يستفيد من المبادرة التي تضخ بعضاً من الثقة بفعل التراجع الاقتصادي والخلل البنيوي في المالية العامة الذي أدى إلى تعاظم حجم المديونية والعجز، وصولاً إلى مستويات غير مقبولة بمعايير صندوق النقد الدولي ومؤسسات التصنيف الدولية.، بحسب "النهار".
لكن تطوراً سلبياً برز ليل أمس حين خفضت مؤسسة التصنيف الائتماني "موديز" تصنيف لبنان من - B الى Caa1 مع رؤية "مستقرة" (أسوة بالعراق وأوكرانيا والغابون وزامبيا) بسبب تأخر لبنان في تشكيل حكومة قادرة على وضع السياسات الاصلاحية العاجلة للسيطرة على الدين العام وكلفته ولتحريك عجلة النموالاقتصادي.
وتشير الصحيفة أنّه "يمكن أن يعود التصنيف إلى الارتفاع اذا قامت حكومة جديدة باصلاحات مالية مهمة تدعم استقرار الاقتصاد الكلي مع خفض نسبة الدين العام دونما حاجة الى اعادة هيكلته".