اشار المفتي الشيخ أحمد قبلان الى انه خمسة أشهر مضت على التكليف والتشكيلة الحكومية لا تزال تتأرجح بين مد المطالب وجزر الأحجام، وغاب عن الساسة أن البلد يقترب من الحاوية والهاوية، فيما اللبنانيون رازحون تحت وطأة الضغوطات الاقتصادية والحياتية، في ظل أجواء إقليمية ودولية مأزومة تنذر بمنعطفات خطرة، وتداعيات لا قدرة لأحد على تحمّلها، إذا ما استمر الصراع على الاوزان محتدماً بهذا الشكل، طبعاً على المصالح الخاصة والفئوية وليس من أجل الصالح العام.
ودعا سماحته خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، الى الإسراع في عملية تأليف الحكومة وتجاوز لعبة الأطماع والأحجام، لأن حجم الوطن أكبر بكثير من أي فريق، وكلّ المكاسب لا نفع لها مقابل أمن واستقرار البلد. وتوجّه سماحته الى المعرقلين وبخاصة التافهين قائلاً لهم: كفى لعباً بمصير البلد، كفى مغامرات ومراهنات وارتهانات، فالناس قد كفرت، بعد البطالة التي عمّت، والفساد الذي استشرى، والمديونية التي بلغت أرقاماً خيالية. وتابع سماحته قائلاً: البلد ينهار وأنتم تزايدون وتساومون وتتاجرون، أما شبعتم صفقات وفضائح؟ فإلى متى كل هذا التغوّل وكل هذا الجشع وكل هذا التعاطي السيء بحق الوطن والمواطن، الى متى هذا الادعاء الأجوف بالحرص على المصلحة الوطنية. وتوجّه الى السياسيين قائلاً: خافوا الله وكونوا إنسانيين على أقل تقدير أو أخلاقيين أو صادقين، كفى كذباً ونفاقاً وتحايلاً، لن نقول لكم انزلوا الى الشارع بل انظروا من نوافذ بروجكم الى أوضاع الناس، الى الكهرباء، الى المدارس، الى الأقساط، الى العاطلين عن العمل، إنّ الوضع كارثي بكل معنى الكلمة، وأنتم تتبازرون على وزارة عدل ووزارة أشغال أو طاقة أو صناعة أو زراعة، فهل بقي للعدل وللأشغال وللطاقة وللصناعة وللزارعة من وزارة؟ انظروا الى الطرقات، الى السيول التي دخلت البيوت، الى البنى التحتية، الى المياه الملوثة.
اضاف قائلا "قليل من الحياء يكفينا أيها السياسيون، فاخجلوا وارحموا البلد والناس، وسارعوا الى حكومة تكون من حصة لبنان، لا من حصة هذا أو ذاك، ترفّعوا عن الصغائر والكيديات وكونوا كباراً بحكمتكم وعقولكم وإلا فإن المواجهة ستكون عصيبة بينكم وبين الناس".