خاص LEBANONID
لم تكن تغريدة الصحافي جوزيف أبو فاضل التي هاجم فيها قضية منح الأم اللبنانية جنسيتها لأطفالها مفاجئة، وهي التي تضمنت أكثر من تجاوز عنصري، لأن الرجل بات معروفًا بلغته الهابطة، وأسلوبه العدائي ضد أي آخر لا يتماهى مع انتماءات أبو فاضل وأفكاره. لكن أبو فاضل بتوجهه هذا لا يتحدّث منفردًا، إنما يعبّر عن شريحة سياسية اجتماعية، أو ينطق باسمها إن صحّ التعبير، هذه الشريحة هي تلك التي تفتح له هواء وسائلها الإعلامية كي يتحدث بأريحية، وأكثر من ذلك، لا يتردد أبو فاضل بالقول أنه ينتمي لخطها السياسي.
في تغريدته قال أبو فاضل:
#جوزيف_أبو_فاضل:نعم أنا ضد أن تعطي الأم لأولادها الجنسية اللبنانية،كي لا يتغير وجه لبنان،ويصبح هناك أكثرية ديموغرافية على حساب لبنانيين آخرين
— Joseph Abu Fadel (@AbuAbufadel) December 18, 2018
فلتعطهم جنسية زوجها أو ترحل وأولادها إلى بلاده
أما أسطوانة إعطاء المرأة الجنسية اللبنانية لأولادها فهذه سقطت للأبد
لا توطين ولا تجنيس..!!!
في هذه التغريدة استهدف أبو فاضل المرأة بالدرجة الأولى، التي خاطبها بازدراء وصلافة، وكأن الجنسية اللبنانية امتياز يمنحه هو ويسلبه ممن يشاء.
ثم إنه استهدف المسلمين اللبنانيين بخطاب إسلاموفوبي، علمًا أن أكثر اللبنانيات المتزوجات من أجانب هن من المسلمات وبالتالي فإن أكثر المستفيدين من من قانون منح الجنسية للأم سيكونون من المسلمين، أبو فاضل هنا اعتبر أن ازدياد عدد مكون لبناني تغيير لوجه لبنان.
الزينوفوبيا كانت حاضرة أيضًا، بل محور التغريدة بالتساوي مع العنصرية ضد المرأة، وهي تطال بالتحديد اللاجئ الفلسطيني في لبنان، حيث أن أكثر الأجانب المتزوجين من لبنانيات هم من اللاجئين الفلسطينيين، وهذا الأمر يشي بمدى حاجة أولاد اللبنانية المتزوجة من فلسطيني بالتحديد للحقوق المدنية التي تمنحها الجنسية لحاملها، كون اللاجئ الفلسطيني في لبنان لا يتمتع بهذه الحقوق، في وقت لا بدائل لديه حيال هذا الحرمان من حقوقه.
وختم أبو فاضل تغريدته بحيلة بائسة مستهلكة لدغدغة مشاعر "العرق" اللبناني بعبارة: "لا توطين ولا تجنيس". يتحدث الرجل بشوفينية منقطعة النظير وكأننا في حضرة الفوهرر ملقيًا خطابًا عن تفوّق الجنس الفريد.
وهذه التغريدة لاقت ردود فعل منددة في الوسط الإعلامي:
هناك دستور وقوانين وتشريعات في لبنان لا تمنح معالي الصديق وزير الخارجية إصدار مراسيم منح الجنسية أو التوطين..
— Joseph Abu Fadel (@AbuAbufadel) December 18, 2018
بتواضع،أنا ضد أن تعطي الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأولادها،كما كان موقفي من مراسيم التجنيس سيبقى،وقادم الأيام سيثبت صوابية مواقفي اللبنانية السيادية-الحرة
يا عزيزتي الإعلامية أماني،أقدر جهدك كي تعيشي بكرامتك وهذا اسجله لك،
— Joseph Abu Fadel (@AbuAbufadel) December 21, 2018
أما بالنسبة لمقابلاتي لأنها تصب في مصلحة الحقيقة ووطننا الغالي،فربما تجرح وتذبح وإلا تصبح كالمقابلات المدفوعة سلفا،لا قيمة لها لانها محدودة في المكان والزمان..
وربما يتعطل برنامجك وتتعطل لغة الكلام والقبض والعيش!
أبو فاضل في حقيقة الأمر قديم في كار معاداة المرأة، هذه التغريدة تأتي بعد شهرين على إساءة أبو فاضل للنائبة في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان، حين لجأ إلى أقذع التعابير الذكورية ضد أي امرأة في الرد على انتقاد وجّهته يعقوبيان لرئيس الجمهورية إثر حادثة إنزال ركاب طائرة الميدل إيست لتسخيرها لبعثة الرئيس إلى نيويورك.