انتهت الحرب في العراق رسميا العام 2011 إلا أن النزاع الذي مزق بلاده لا يزال جزءا لا يتجزأ من يوميات السينمائي محمد الدراجي.
المخرج البالغ 40 عاما تحدث عن فيلمه الأخير "الرحلة"، مشيراً إلى أن أفلامه هي طريقة لمواجهة تبعات الحرب. ورأى أن شعب العراق لم يتسنّ له فرصة أن يتجاوز ما حصل، معتبراً أن أن فيلمه يمكنه بهذه الطريقة أن يساعد ويسمح للناس برؤية أنفسهم على الشاشة الكبيرة.
الفيلم الذي يتحدث عنه الدراجي "الرحلة" هو على غرار أفلامه الأربعة الأخرى يتناول عواقب الحرب حيث يعيد المشاهد إلى العام 2006، قبل خمس دقائق من إعدام الرئيس صدام حسين شنقاً عند الفجر. ويتمحور حول انتحارية تخطط لهجوم خلال إعادة افتتاح محطة بغداد للقطارات.
وفي داخل المحطة حيث تدور حبكة الفيلم ينقل الدراجي ألم العراق ومعاناته من خلال عدة روايات من الفتاة ضحية الزواج المبكر في فستان العرس، إلى أطفال شوارع يستمرون بفضل بيع الزهور وتلميع الأحذية، وموسيقي يعود إلى الحياة الطبيعية بعدما أمضى 22 عاما في معسكر لأسرى الحرب. كما تناول الجنود الاميركيين الذين يجوبون المحطة ويصدرون الأوامر ولا يبدر عنهم أي حس انساني ما خلا أحدهم يغني عبر الهاتف تهويدة لابنه في الولايات المتحدة لينام.
يكرر الدراجي أن فيلمه نوع من العلاج، فهو بعتبر أنه بطريقة ما كل العراقيين يعانون من أعراض ما بعد صدمة الحرب.
بالنسبة لاختيار بطلة فيلمه كشف الدراجي أنه أقدم على إيلاء دور البطولة إلى امرأة بعدما قرأ مقالا عن شابة عراقية في السابعة عشرة أوقفت بعدما لفت خصرها بحزام ناسف. وحين سُمح له بمقابلة سجينة اعتقلها الجيش العراقي تعاطف الدراجي مع حالتها ما أثر على حبكة الفيلم حيث قال إنه حين نظر إليها رأى أنها كائن بشري وجميلة وذكية للغاية. فكان السؤال الذي يطرحه عبر الفيلم: هل من خلاص لهؤلاء الانتحاريين، وهل يمكنهم أن يستعيدوا إنسانيتهم التي فقدوها؟ وفق ما ذكر الدراجي.
من ناحية أخرى، كشف الدراجي أن فيلمه المقبل "BIRD OF PARADISE" (عصفور الجنة) ستكون بطلته امرأة أيضا فضلا عن أطفال.
وعلى غرار كل أفلامه الروائية حتى الآن، قال الدراجي إن فيلمه الجديد سيتناول تاريخ العراق المضطرب أيضا".